☀️ *الحسين(ع) منارة الحق(٧)* ☀️
☀️ *الحسين(ع) منارة الحق(٧)* ☀️
➖◽ *الإمام(ع) يستمهل القوم حتى يقوم ليله، ويوصي لأهل بيته(ع).*➖
◾[قال الإمام(ع) للعباس(ع):] إن استطعت أن تؤخرهم الى غدوة و تدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة و ندعوه و نستغفره فهو يعلم اني كنت أحب الصلاة له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء و الاستغفار و أراد الحسين عليه السّلام أيضا أن يوصي أهله، فسألهم العباس ذلك فتوقف ابن سعد. فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي: سبحان اللّه! و اللّه لو أنهم من الترك أو الديلم و سألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف و هم آل محمد، و قال له، قيس بن الأشعث بن قيس: أجبهم لعمري ليصبحنك بالقتال فأجابوهم الى ذلك.
➖◽ *الإمام(ع) يُكلم أهل بيته وأصحابه ويختبرهم، فيظهر بذلك معدنهم ويستأنس بمقالتهم.* ➖
◾ [وكان فيما قال(ع):] *«أما بعد، فاني لا أعلم أصحابا أوفى و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم اللّه عني خيرا.* *ألا و إني لأظن يوما لنا من هؤلاء، ألا و إني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل، ليس عليكم مني ذمام، و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.* *و ليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي، و تفرقوا في سواد هذا الليل، و ذروني و هؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيري.* فقال له إخوته و أبناؤه و بنو أخيه و أبناء عبد اللّه بن جعفر: و لم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا اللّه ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس ابن أمير المؤمنين، و اتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله و نحوه. ثم نظر الى بني عقيل فقال: *«حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم اذهبوا فقد أذنت لكم»*. قالوا: سبحان اللّه فما يقول الناس لنا و ماذا نقول لهم، انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الاعمام و لم نرم معهم بسهم و لم نطعن معهم برمح و لم نضرب معهم بسيف و لا ندري ما صنعوا، لا و اللّه ما نفعل و لكنا نفديك بأنفسنا و أموالنا و أهلينا، و نقاتل معك حتى ترد موردك فقبح اللّه العيش بعدك. و قام اليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: انحن نخلي عنك و قد أحاط بك هذا العدو و بما نعتذر الى اللّه في اداء حقك، لا و اللّه لا يراني اللّه أبدا و أنا أفعل ذلك حتى اكسر في صدورهم رمحي و أضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، و لو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة و لم أفارقك او أموت معك. و قام سعيد بن عبد اللّه الحنفي فقال: لا و اللّه يا ابن رسول اللّه لا نخليك ابدا حتى يعلم اللّه انا قد حفظنا فيك وصية رسوله محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم، و اللّه لو علمت اني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم اذرى يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، و كيف لا أفعل ذلك و انما هي قتلة واحدة ثم أنال الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا و قام زهير بن القين.
➖◽ *الإمام(ع) يعبئ أصحابه، ويوزع الرايات.*➖
و أصبح الحسين عليه السّلام فعبأ أصحابه بعد صلاة الغداة، و عن الباقر عليه السّلام انهم كانوا خمسة و أربعين فارسا و مائة راجل. فجعل زهير بن القين في الميمنة و حبيب بن مظاهر في الميسرة، و اعطى رايته العباس أخاه، و جعلوا البيوت في ظهورهم، و أمر بحطب و قصب كان من وراء البيوت ان يترك في خندق كانوا قد حفروه هناك في ساعة من الليل و ان يحرق بالنار مخافة ان يأتوهم من ورائهم، فنفعهم ذلك. و أصبح ابن سعد في ذلك اليوم و هو يوم الجمعة او يوم السبت، فعبا أصحابه فجعل على ميمنته عمرو بن الحجاج، و على ميسرته شمر بن ذي الجوشن، و على الخيل عروة (عزرة خ ل) بن قيس، و على الرجالة شبث بن ربعي و أعطى الراية دريدا مولاه. ثم ركب الحسين عليه السّلام دابته و دعا بمصحف فوضعه أمامه، فروي عن علي بن الحسين عليهما السّلام انه قال: لما صبحت الخيل الحسين عليه السّلام رفع يديه و قال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، و انت رجائي في كل شدة، و انت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة، كم من كرب يضعف فيه الفؤاد، و تقل فيه الحيلة، و يخذل فيه الصديق، و يشمت فيه العدو، أنزلته بك و شكوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك ففرجته عني و كشفته، فأنت ولي كل نعمة، و صاحب كل حسنة، و منتهى كل رغبة.
➖◽ *الإمام يخطب بجيش الكوفة، وينبههم على خطر ما يقدمون عليه.*➖
◾و تقدم الحسين عليه السّلام حتى وقف بازاء القوم فجعل ينظر الى صفوفهم كأنهم السيل، [وجعل يكلم أعداءه، وكان مما قاله لهم:] *«اتقوا اللّه ربكم و لا تقتلوني فانه لا يحل لكم قتلي و لا انتهاك حرمتي فاني ابن بنت نبيكم و جدتي خديجة زوجة نبيكم، و لعله قد بلغكم قول نبيكم الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة».* [ثمَّ توجه الإمام(ع) إلى من كتب له من أهل الكوفة، وذكرهم بما كتبوا له] فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول و لكن أنزل على حكم بني عمك فانهم لن يروك الا ما تحب. فقال له الحسين عليه السّلام: *«لا و اللّه لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل و لا افر فرار (اقر اقرار خ ل) العبيد، ثم نادى يا عباد اللّه {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} أعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب».* [وفي رواية أنَّه دعى عليهم فقال(ع)]: *«اللهم احبس عنهم قطر السماء و ابعث عليهم سنين كسني يوسف و سلط عليهم غلام ثقيف [يسقيهم كاسا مصبرة و لا يدع فيهم احدا الا قتلة بقتلة و ضربة بضربة ينتقم لي و لأوليائي و أهل بيتي و أشياعي منهم، فانهم غرونا و كذبونا و خذلونا و أنت ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير».*
يتبع..
📚المصدر: لواعج الأشجان (بتصرف) السّيِّد محسن الأمين العاملي (قُدِّس سرُّه).وقد ضمنت فيه بعض العناوين والتعليقات..
أبو حسين العاملي
إفتتاح الدورة الصيفية في مركز النبي محمد الثقافي صل الله عليه وآله .
تم اليوم في #مركز_النبي_محمد_الثقافي صل الله عليه وآله البدء في الدورة الصيفية الخاصة في ت…