《علمتني آية》

علمتني آية
📖 إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ📖المائدة
،٩١،ص١٢٣.
إن الله سبحانه عرف الشيطان في كلامه بأنه عدو للإنسان لا يريد به خيرا البتة قال تعالی: « إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ»: يوسف: ٥، وقال:« كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ»:الحج: ٤، وقال: « وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً، لَعَنَهُ اللَّهُ»: النساء: ١١٨، فأثبت عليه لعنته وطرده عن كل خير.
وذكر أن مساسه بالإنسان وعمله فيه إنما هو بالتسويل والوسوسة والإغواء من جهة الإلقاء في القلب كما قال تعالی حكاية عنه: « قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ…..
فيتبين بذلك كله أن كون الخمر وما ذكر بعدها رجسا من عمل الشيطان هو أنها منتهية إلی عمل الشيطان الخاص به.
إن الله بعد أن أكد سبحانه تحريم الخمر والميسر، وقرنهما بعبادة الأصنام، وجعلهما رجسا من عدو الإنسان، وبيّن ان اجتنابهما سبيل إلى الفلاح بعد هذا أشار جل ثناؤه الى أن فيهما مفسدتين:
إحداهما اجتماعية، وهي قطع الصلات، وإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس.
وثانيهما دينية، وهي الصد عن ذكر اللّه وعبادته، ثم طلب سبحانه الانتهاء عن الخمر والميسر بأبلغ تعبير: ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).
فبعد كل هذا التوكيد والتوضيح، ثمّة مكان لخلق المبررات أو للشك والتردد في تجنب هذين الإثمين الكبيرين؟ لذلك نجد أنّ عمر الذي كان شديد الولع بالخمر (كما يقول مفسرو أهل السنة) والذي كان- لهذا السبب- لا يری في الآيات السابقة ما يكفي لمنعه، قال عند ما سمع هذه الآية: انتهينا، انتهينا! لأنّه رأی فيها الكفاية.
فالإسلام يحرص كل الحرص على أن يصل الإنسان بخالقه وبمجتمعه، وأن يكون عند اللّه والناس في مكان الرضا والتكريم.
إفتتاح الدورة الصيفية في مركز النبي محمد الثقافي صل الله عليه وآله .
تم اليوم في #مركز_النبي_محمد_الثقافي صل الله عليه وآله البدء في الدورة الصيفية الخاصة في ت…