◇ثبوت رؤية الهلال◇

الشيخ علي بحسون العاملي ✒️

✳️بسم الله الرحمن الرحيم .والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

✏️اما بعد

🔴في كل سنة في بداية شهر رمضان المبارك وكذلك في نهايته وبداية شهر شوال يقع الحيص والبيص واﻻختﻻف الحاد في تحديد البداية والنهاية

👈مما يوجب الانقسام في صف المؤمنين ولو ظاهراً حتى ان البيت الواحد قد يكون فيه ثلاثة أعياد مع ان الشيعة الأبرار (ايدهم الله تعالى) لم يتحدوا غالبا على عيد واحد وانما الخلاف كان على يوم واحد حتى كان دائرا بين يومين على اختلاف مباني الفقهاء او لسبب الاختلاف في فهم النصوص او لتقديم بعضها عند وقوع التعارض

🔵وكانت الأمور عادية حتى ظهر قول حادث في الفقه الإسلامي عامة والشيعي خاصة مما لم يقم عليه دليل مسلم في حجيته من الكتاب والسنة المطهرة من روايات النبي واهل بيته (صلوات الله عليهم) حتى ان القول الحادث مخالف لضرورة من ضروريات فقه المسلمين عامة ومذهب اهل البيت (عليهم السلام)خاصة

🔷وﻻ أغالي ان قلت هو بدعة من البدع المعاصرة التي تنسب الى الدين وانما عنيت بهذا القول هو الاعتماد على قول الفلكيين في ثبوت اول الشهر الشرعي سواء في ذلك شهر رمضان وشوال فان هذا القول هو الذي احدث بلبلة بين المسلمين خصوصا عند ضعاف النفوس ومن لم يكن عنده يقين بفقه أهل البيت (سلام الله عليهم)

❗️وما هذا القول الا إحداث في الدين ما ليس منه فإنك اذا ما رجعت الى كل الادلة التي وردت في مقام ثبوت أول الشهر الشرعي

❌فانك لن تجد-ولو رواية واحدة ضعيفة شاذة-قد اشارت الى صحة الاعتماد والاستناد الى قول الفلكيين

👈علما ان علم الفلك قديم قبل ظهور الديانات الثلاثة المعروفة وهو علم له قيمته في نظر الدين

❌ومع ذلك كله لم يرد شي في الأدلة من الكتاب والسنة الواردة عن المعصومين (صلوات الله عليهم)-يجوز الاعتماد على قول الفلكيين في هذا المجال ولو بالتلميح فضلاً عن التصريح كما ذكرت سابقا وكل من يعتمد على قول الفلكيين في ثبوت بداية الشهر الشرعي مطالب بالدليل الحجة

🔶والدين حصر طريق العلم بثبوت الشهر الشرعي

👈بامرين

1⃣الاول الرؤية الشامل لرؤية المكلف نفسه والشياع والبينة

2⃣والثاني العد المعروف باكمال العدة وﻻيكفي الظن الذي لم تثبت حجيته من اي جهة من الجهات فضﻻ عن الظن الذي ورد فيه النهي كما هو الحال في الاعتماد على قول الفلكيين

📚ففي صحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رايتموه فافطروا وليس بالراي وﻻ بالتظني ولكن بالرؤية، الحديث،

❗️فان قول الفلكيين ﻻ يخرج عن الراي والظن ان لم يكن ابرزها خصوصا عند وقوع الخلاف بين الفلكيين الذي لم تخل سنة منه كما بات معروفا

✳️وقوله (عليه السلام):ولكن بالرؤية للتأكيد على عدم جواز الاعتماد على غير الرؤية اﻻ اذا ورد دليل آخر كما هو الحال

👈في العد اﻵتي حيث إن قوله (عليه السلام):اذا رايتم الهلال فصوموا كاف في بيان الحكم لكنه (سلام الله عليه) أراد ان يؤكد على ان الرؤية لنفي غيره مالم يثبت ذلك من الطرق الشرعية فان قوله (عليه السلام)

📚 أيضا في نفس الصحيحة:واذا كانت علة فاتم شعبان ثﻻثين، يدل بالدﻻلة اﻻلتزامية على عدم جواز الاعتماد على قول الفلكيين حيث إن اﻻعتماد على قولهم ﻻيبقي للعد موضوعا فﻻ يكون الغم مانعامن العلم بثبوت الشهر الشرعي وهذا يعني الغاء شريعة الله في العد عند حدوث علة سماوية مانعة من الرؤية، ويؤيد ماقلناه الروايات الواردة في مقام بيان الوظيفة الشرعية يوم الشك فانها لم تشر ايضا الى الاعتماد على قول الفلكيين لنفي الشك من نفوس المكلفين و ايضا روايات

🔴استحباب الاستهلال فانه مقدمة للعلم بالثبوت فهل نقول بسقوط الاستهﻻل ﻻجل الاعتماد على قول الفلكيين

(فما لكم كيف تحكمون )-⁉️

👈وقد جعلت هذين مؤيدين ﻻحتمالات اخرى-مع ان صياغة روايات العد عند حدوث علة في السماء عين صياغة الروايات الواردة في الغدير:من كنت مولاه فعلي موﻻه

❗️.فان لم نقبل الحصر في روايات العد بمقتضى وقوع فاء الجزاء بحيث يجوز الالتجاء الى طريق آخر لم يذكره الشرع كما هو الحال في الاعتماد على قول الفلكيين فان هذا سوف يجوز القول بإمكان جواز تولي غير علي بن ابي طالب عليه السلام لعدم دﻻلة روايات الغدير على حصر الوﻻية في امير المؤمنين اﻻوحد-علي بن ابي طالب عليه السلام-كما هو مدعى الفهم في

📚روايات العد وﻻاحد من المسلمين وخاصة الشيعة الابرار من حقه القبول به لما فيه من هدم لاساس الدين

❗️ .فاذن كل اﻻدلة الواردة في القرآن والسنة والسيرةالقائمة بين المسلمين المتصلة بزمان المعصومين (سلام الله عليهم)

❌ تنفي صحة الاعتماد على قول الفلكيين في ثبوت بداية الشهر الشرعي

👈مع ان آية قوله تعالى (ويسألونك عن اﻻهلة قل هي مواقيت للناس والحج) من أقوى الادلة الدالة على عدم جواز الاعتماد على قول الفلكيين حيث إن اﻵية ذكرت ان اﻻهلة يبدأ بها التوقيت العالمي بمقتضى عالمية الرسالة السمحاء وليس ذات الهلال فانه واحد غير متعدد وانما التعدد كان بلحاظ الاستهلال وجهاته المختلفة جغرافياً

❌ وهذا ﻻ يكون اﻻ باﻻستهﻻل للرؤية وليس لشيئ آخر

⭕️فالتوقيت إذن يكون من حيث ثبوت الرؤية ﻻ من حين الوﻻدة الكونية فان الحكم من وجوب الصوم واﻻفطار انما يكون عند ثبوت الموضوع الشرعي ﻻ نفس الحدث الكوني كما ﻻ يخفى على من كان لديه حظ وافر من الفقه

❓وبعد هذا أليس حريا بمن يعتمد على قول الفلكيين في ثبوت بداية الشهر الشرعي ان يتراجع عن قوله

🌺 مع نصيحتي لكل من أفطر اعتماداً على قول الفلكيين ان يقضي صومه ويدفع كفارةالافطار العمدي احتياطا في ظل وجود كل هذه الأدلة الواضحة الجلية من الكتاب والسنة والاجماع والسيرة القائمة بين المسلمين عموما والشيعة خصوصا قديما وحديثا المتصلة بزمان المعصومين ( سلام الله عليهم ) فتنتهي البلبلة التي احدثها هذا الرأي الضعيف الذي نفاه الكتاب والسنة معا

🌺وصلى الله على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم🌺