‫الرئيسية‬ مقالات يومية خروج الإمام الحسين(ع) من المدينة.
مقالات يومية - 3 أغسطس، 2022

خروج الإمام الحسين(ع) من المدينة.

☀️ *الحسين(ع) منارة الحق(٢)*☀️

بسم الله الرحمن الرحيم

➖ ◽*خروج الإمام(ع) من المدينة، وقراءته للآية الكريمة لعله يشير إلى أنه كان مهددا بالقتل، ولن يقف أهل المدينة على الحياد، بل يناصرون الإمام(ع)، ما يعرضهم لخطر يزيد وجيشه، فلعله أبت نفسه المقدسة أن يحدث ذلك بسببه، وسرعان ما فعل يزيد بأهل المدينة عظائم الأمور ونكل بهم، بواقعة سميت بواقعة الحرة.*

➖ خرج عليه السّلام من المدينة في جوف الليل، و هو يقرأ: *{فَخَرَجَ مِنْها خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قََالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ اَلْقَوْمِ اَلظََّالِمِينَ}،* ولزم الطريق الأعظم. فقال له أهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب؟! فقال: *«لا و اللّه، لا أفارقه حتى يقضي اللّه ما هو قاض»،*

➖ ◽ *الإمام – نفسي لتراب نعليه الفدا- يخفي هدفه الذي يسعى، ويلزم طريقة العقلاء والمؤمنين، تمهيدا لإعلان نهضته، وسيأتي أنه سيهدد بالقتل في مكة المكرمة أيضًا، ومنه تعلم أن الإمام(ع) مطارد من السلطة أينما اتجه، وليس بعد المدينة ومكة من مقدس أعظم عند الناس منهما.*

➖ فلقيه عبد اللّه بن مطيع، فقال له: جعلت فداك اين تريد؟ قال: *«أما الآن فمكة، و أما بعد فاني أستخير اللّه».* قال: *(خار اللّه لك، و جعلنا فداك، فإذا أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة، فإنها بلدة مشؤومة، بها قتل أبوك و خذل أخوك و اغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه، إلزم الحرم، فأنت سيد العرب لا يعدل بك أهل الحجاز أحدا، و يتداعى إليك الناس من كل جانب، لا تفارق الحرم فداك عمي و خالي، فو اللّه لئن هلكت لنسترقن بعدك).* و كان دخوله عليه السّلام الى مكة يوم (ليلة خ ل) الجمعة لثلاث مضين من شعبان، فيكون مقامه في الطريق نحوا من خمسة أيام؛ لأنه خرج من المدينة لليلتين بقيتا من رجب كما مر، و دخلها و هو يقرأ: *{وَ لَمََّا تَوَجَّهَ تِلْقََاءَ مَدْيَنَ قََالَ عَسى‌ََ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوََاءَ اَلسَّبِيلِ}.* فأقام بمكة باقي شعبان، و شهر رمضان، و شوالا، و ذا القعدة، و ثماني ليال من ذي الحجة.

➖ ◽*موقف اهل الكوفة من الشيعة وغيرهم.*

➖ و لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية و امتناع الحسين عليه السّلام من البيعة أرجفوا بيزيد، و اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فلما تكاملوا قام سليمان فيهم خطيبا. و قال في آخر خطبته: *(يا معشر الشيعة! إنكم قد علمتم بأن معاوية هلك و صار الى ربه و قدم على عمله، و قد قعد في موضعه ابنه يزيد، و هذا الحسين بن علي عليهما السّلام قد خالفه، و صار الى مكة هاربا من طواغيت آل أبي سفيان، و أنتم شيعته و شيعة أبيه من قبله، و قد احتاج الى نصرتكم اليوم، فإن كنتم تعلمون انكم ناصروه و مجاهدوا عدوه فاكتبوا اليه، و ان خفتم الوهن و الفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه).* قالوا: *(بل نقاتل عدوه و نقتل أنفسنا دونه)،* فأرسلوا وفدا من قبلهم، و عليهم أبو عبد اللّه الجدلي. و كتبوا اليه معهم: *(بسم اللّه الرحمن الرحيم للحسين بن علي عليهما السّلام من سليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و رفاعة بن شداد البجلي و حبيب بن مظاهر و عبد اللّه بن وال و شيعته من المؤمنين و المسلمين سلام عليك.* *أما بعد، فالحمد للّه الذي قصم عدوك و عدو أبيك من قبل الجبار العنيد الغشوم الظلوم، الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها و غصبها فيأها و تآمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها و استبقى شرارها و جعل مال اللّه دولة بين جبابرتها و عتاتها، فبعدا له كما بعدت ثمود، و أنه ليس علينا إمام غيرك فاقبل لعل اللّه يجمعنا بك على الحق، و النعمان بن بشير في قصر الأمارة و لسنا نجتمع معه في جمعة و لا نخرج معه الى عيد، و لو قد بلغنا انك أقبلت أخرجناه حتى يلحق بالشام، إن شاء اللّه تعالى، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته يا ابن رسول اللّه و على أبيك من قبلك، و لا حول و لا قوة الا باللّه العلي العظيم)*. فورد عليه – أي على الإمام(ع)- في يوم واحد ستمائة كتاب، و تواترت الكتب حتى اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب. وكتب شبث‌ بن ربعي و حجاز بن ابجر و يزيد بن الحارث و يزيد بن رويم و عروة بن قيس و عمرو بن الحجاج الزبيدي و محمد بن عمير التميمي: *(أما بعد، فقد اخضر الجناب و ايعنت الثمار فاذا شئت فاقبل على جند لك مجند و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته و على أبيك من قبلك).*و في رواية أن أهل الكوفة كتبوا اليه أن لك هنا مائة ألف سيف فلا تتأخر.و تلاقت الرسل كلها عنده فقال الحسين عليه السّلام لهاني و سعيد: *«خبراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي سير إليّ معكما؟»*. فقالا: *(يا ابن رسول اللّه شبث بن ربعي و حجار بن ابجر و يزيد بن الحارث و يزيد بن رويم و عروة بن قيس و عمرو بن الحجاج‌ و محمد بن عمير بن عطارد)*.

➖ ◽*الإمام(ع) يأخذ بالحيطة، و يستخبر أحوال أهل الكوفة، وهو عمل بالظاهر وطريقة العقلاء، وإلا فإنه إمام منصوب من الله تعالى، يعلمه الله تعالى بالمغيبات، بل إن مكان استشهاده أمر معروف عند أهل البيت(ع)، بل وغيرهم.*

➖ فعندها قام الحسين عليه السّلام، فصلّى ركعتين بين الركن و المقام و سأل اللّه الخيرة في ذلك، ثم كتب مع هاني بن هاني و سعيد بن عبد اللّه: *«بسم اللّه الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الى الملأ من المؤمنين و المسلمين، أما بعد فإن هانيا و سعيدا قدما علي بكتبكم و كانا آخر من قدم علي من رسلكم، و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم و مقالة جلكم انه ليس علينا امام فاقبل لعل اللّه ان يجمعنا بك على الحق و الهدى، و أنا باعث اليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي مسلما بن عقيل، فإن كتب الي انه قد اجتمع رأي ملئكم و ذوي الحجى و الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم و قرأت في كتبكم فإني أقدم اليكم و شيكا إن شاء اللّه تعالى، فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذلك للّه و السلام».*و دعا الحسين عليه السّلام مسلما بن عقيل و قيل انه كتب معه جواب كتبهم فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبد اللّه السلولي و عبد الرحمن بن عبد اللّه الأزدي، و أمره بالتقوى و كتمان أمره و اللطف، فان رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجل اليه بذلك.

يتبع..

📚المصدر: لواعج الأشجان (بتصرف) والعناوين منا.

– السّيِّد محسن الأمين العاملي (قُدِّس سرُّه).

أبو حسين العاملي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إفتتاح الدورة الصيفية في مركز النبي محمد الثقافي صل الله عليه وآله .

تم اليوم في #مركز_النبي_محمد_الثقافي صل الله عليه وآله البدء في الدورة الصيفية الخاصة في ت…