☀️ *الحسين(ع) منارة الحق(٦)* ☀️
☀️ *الحسين(ع) منارة الحق(٦)* ☀️
➖◽ *الإمام الحسين(ع) يُكلم القوم.*➖
[قام] الحسين عليه السّلام متوكئا على قائم سيفه، و نادى بأعلى صوته. فقال: *أنشدكم اللّه هل تعرفونني؟* قالوا: نعم أنت ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و سبطه. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون ان جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون إن أمي فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون ان ابي علي بن ابي طالب عليه السّلام؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة اسلاما؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون ان سيد الشهداء حمزة عم ابي؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *فأنشدكم اللّه هل تعلمون ان الطيار في الجنة عمي؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *فأنشدكم اللّه هل تعلمون ان هذا سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم انا متقلده؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون ان هذه عمامة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم انا لابسها؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *أنشدكم اللّه هل تعلمون ان عليا كان أول القوم اسلاما و اعلمهم علما و أعظمهم حلما و انه ولي كل مؤمن و مؤمنة؟* قالوا: اللهم نعم. قال: *فبم تستحلون دمي و أبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء و لواء الحمد في يد ابي يوم القيامة. * قالوا: قد علمنا ذلك كله و نحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا. فلما خطب هذه الخطبة و سمع بناته و أخته زينب كلامه بكين و ارتفعت أصواتهن، فوجه اليهن أخاه العباس و عليا ابنه و قال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن
➖◽ الإمام يكلم عمر بن سعد، ليلقي عليه الحجة، فتحجج الخبيث بأمواله وعياله، وكم يرى المتأمل ورأينا مَنْ يترك الحقّ لأجل حفنة من المال، وخوفاً على عياله، وينسى أنّ الله هو الرازق والمعيل.➖
فقال له الحسين عليه السّلام: *ويلك يا ابن سعد! أما تتقي اللّه الذي إليه معادك، أتقاتلني و أنا ابن من علمت، ذر هؤلاء القوم و كن معي، فانه أقرب لك الى اللّه.* فقال ابن سعد: أخاف ان تهدم داري. فقال الحسين عليه السّلام: *أنا أبنيها لك.* فقال: أخاف ان تؤخذ ضيعتي. فقال الحسين عليه السّلام: *أنا أخلف عليك خيرا منها من مالي بالحجاز.* فقال: لي عيال و أخاف عليهم ثم سكت و لم يجبه الى شيء. فانصرف عنه الحسين عليه السّلام و هو يقول: *مالك ذبحك اللّه على فراشك عاجلا و لا غفر لك يوم حشرك، فو اللّه إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا.* فقال: في الشعير كفاية عن البر مستهزءا بذلك القول. [ثم قال لهم الإمام(ع)]: قال: *دعوني أرجع الى المكان الذي أقبلت منه او اذهب في هذه الأرض العريضة.*
➖◽ *وصول كتاب عمر بن سعد إلى ابن مرجانة، ودور شمر في تجييش ابن مرجانة على الإمام.* ➖
[فكتب ابن سعد إلى ابن زياد بما سمعه من الإمام (ع) ]. قال: فلما قرأ ابن زياد الكتاب. قال: هذا كتاب ناصح لأميره مشفق على قومه، فقام اليه شمر بن ذي الجوشن. و قال: أتقبل هذا منه و قد نزل بأرضك و الى جنبك، و اللّه لأن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة…فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت الرأي رأيك، أخرج بهذا الكتاب الى عمر بن سعد فليعرض على الحسين و أصحابه النزول على حكمي فاذا فعلوا فليبعث بهم الي سلما و ان أبوا فليقاتلهم، فان فعل فاسمع له و أطع و ان أبى فأنت أمير الجيش فاضرب عنقه و ابعث الي برأسه. و كتب الى ابن سعد اني لم أبعثك الى الحسين عليه السّلام لتكف عنه و لا لتطاوله و لا لتمنيه السلامة و البقاء و لا لتعتذر عنه، و لا لتكون له عندي شافعا، انظر فان نزل الحسين و أصحابه على حكمي و استسلموا فابعث بهم اليّ سلما و ان ابوا فازحف اليهم حتى تقتلهم و تمثل بهم فانهم لذلك مستحقون. فان قتلت الحسين عليه السّلام فأوطىء الخيل صدره و ظهره فأنه عاق شاق قاطع ظلوم، و لست أرى أن هذا يضر بعد الموت شيئا و لكن على قول قد قلته لو قد قتلته لفعلت هذا به، فان أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع و ان أبيت فاعتزل عملنا و جندنا و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر فانا قد أمرناه بأمرنا و السلام. فلما قرأ ابن سعد الكتاب قال له: مالك ويلك لا قرب اللّه دارك و قبح اللّه ما قدمت به علي، و اللّه اني لأظنك انت نهيته ان يقبل ما كتبت به اليه و أفسدت علينا أمرا كنا قد رجونا ان يصلح، لا يستسلم و اللّه حسين إن نفس أبيه لبين جنبيه. فقال له شمر بن ذي الجوشن: أخبرني بما أنت صانع أتمضي لأمر أميرك و تقاتل عدوه و الا فخل بيني و بين الجند العسكر. قال: لا، و لا كرامة لك، و لكن أنا اتولى ذلك فدونك فكن أنت على الرجالة. و نهض عمر بن سعد الى الحسين عليه السّلام عشية يوم الخميس لتسع مضين من المحرم”.
➖◽ *الشمر يكلم العباس وإخوته(ع)، فيلقى الرد المناسب.*➖
“و جاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين عليه السّلام. فقال: اين بنو أختنا يعني العباس و جعفر و عبد اللّه و عثمان ابناء علي عليه السّلام. فقال الحسين عليه السّلام: أجيبوه و ان كان فاسقا فانه بعض اخوالكم. فقالوا له: ما تريد؟ فقال لهم: أنتم يا بني أختي آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين عليه السّلام و الزموا طاعة يزيد. فقالوا له: لعنك اللّه و لعن أمانك اتؤمننا و ابن رسول اللّه لا أمان له و في رواية فناداه العباس ابن أمير المؤمنين عليهما السّلام تبت يداك و لعن ما جئتنا به من أمانك يا عدو اللّه، أتأمرنا ان نترك أخانا و سيدنا الحسين ابن فاطمة و ندخل في طاعة اللعناء و أولاد اللعناء، فرجع الشمر الى عسكره مغضبا. و كان ابن خالهم عبد اللّه بن أبي المحل بن حزام، و قيل: جرير بن عبد اللّه بن مخلد الكلابي، قد أخذ لهم أمانا من ابن زياد، و أرسله اليهم مع مولى له، و ذلك أن أمهم ام البنين بنت حزام زوجة علي عليه السّلام هي عمة عبد اللّه هذا، فلما رأوا الكتاب قالوا: لا حاجة لنا في أمانكم امان اللّه خير من أمان ابن سمية”.
يتبع..
📚المصدر: لواعج الأشجان (بتصرف) السّيِّد محسن الأمين العاملي (قُدِّس سرُّه).وقد ضمنت فيه بعض العناوين والتعليقات..
أبو حسين العاملي
إفتتاح الدورة الصيفية في مركز النبي محمد الثقافي صل الله عليه وآله .
تم اليوم في #مركز_النبي_محمد_الثقافي صل الله عليه وآله البدء في الدورة الصيفية الخاصة في ت…