مُلخَّص الأقوال في علم الآل(ع).

🔰الحلقة الأُولى 🔰
▪ بعد اتِّفاق الأعلام على علمهم(عليهمالسَّلام) بالغيب، وذلك بتعليم مِنَ الله تعالى، اختلفوا في كيفيَّة ذلك ومدى سِعته وحضوره، ونحن ننقل لك هذه الأقوال من دون تطويل مملٍّ، أو إيجاز مخلٍّ، راجينا من الله تعالى القبول، ومن الرَّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وآله الأطهار التَّوفيق والسَّداد.
وملخّص الأقوال أربعة:
القول الأوَّل -ونُسِب لمشهور العلماء-: أنَّ علمهم(عليهمالسَّلام) إراديٌّ إشائيٌّ، بمعنى كونه معلَّقًا على الإرادة، وموقوفًا على الإشاءة.
وبعبارة أوضح: متى أراد الأئمّة(عليهمالسَّلام) أن يعلموا شيئًا: حصل لهم العلم الفعليّ بذلك، كبصر البصير إذا أراد أن يُبصر شيئًا.
وبالتَّالي، لم يكن علمهم(عليهمالسَّلام) موجودًا سابقًا، وإنَّما حصل لهم بعد إرادتهم ذلك.
قال الميرزا موسى التَّبريزيّ(قُدِّسسِرُّه) في حاشيته على “فرائد الأصول”: «قد سمعنا من بعض سادة مشايخنا أنَّ ظاهر الفقهاء: كون علم الإمام عليه السَّلام إراديًّا» [المصدر : الأوثق : ج3 / ص221 ، ط : قم المقدسة].
➖ الشَّواهد على ذلك
وهناك بعض الأخبار التي استُدلّ بها لهذا القول:
منها: ما رواه صالح بن سهل عَنِ الصَّادق(عليهالسَّلام):«إنَّ الله جعل بينه وبين الرَّسول رسولًا، ولم يجعل بينه وبين الإمام رسولًا -إلى أن قال(ع):- جعل بينه وبين الإمام عمودًا من نور ينظر الله به إلى الإمام(1)، وينظر الامام به إليه، فإذا أراد عِلْم شيءٍ نظر في ذلك النُّور فعرفه» [بصائر الدَّرجات -ط الأعلميّ-: ج1، ص460].
ومنها: ما رواه الحسن بن العباس بن جريش عنه(عليهالسَّلام): «{إنَّا أنزلناه}: نورٌ كهيئة العين على رأس النَّبيّ والأوصياء، لا يُريد أحدٌ منَّا علم أمر من أمر الأرض أو من أمر السَّماء إلى الحُجب التي بين الله وبين العرش إلَّا رفع طرفه إلى ذلك النُّور، فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبًا»[المصدر السَّابق: ص462].
ومنها: ما ورد من قولهم(عليهمالسَّلام) -عندما سئلوا عن بعض الغيبيّات-: «لا أدري»، فإنَّ معناه أنَّهم لم يريدوا أن يعلموا ذلك.
وعليه، فإذا لم يشأ الإمام(عليهالسَّلام) أن يعلم -لمصلحة عامَّة أو خاصَّة- فإنَّه لا يعلم.
أمَّا بالنِّسبة لتناول الإمام(عليهالسَّلام) للبيض المُقامر عليه، فإنَّه سيُوافيك تأويله في الحلقة القادمة -إن شاء الله تعالى-، فترقَّب* ..
(1) نظر الله تعالى إليه: كناية عن إفاضاته عليه، ونظره(عليهالسَّلام) إليه تعالى: كناية عن غاية عرفانه (البحار).
(*) مَنْ أراد التّوسُّع عليه مراجعة كتاب علم النَّبيّ(ص) والأئمَّة(ع) بالغيب، لسماحة العلَّامة الحُجَّة السّيِّد طعَّان خليل العامليّ(دام تأييده): ص265 إلى 268.
بقلم الشَّيخ حيدر محمَّد عتريس العامليّ
إفتتاح الدورة الصيفية في مركز النبي محمد الثقافي صل الله عليه وآله .
تم اليوم في #مركز_النبي_محمد_الثقافي صل الله عليه وآله البدء في الدورة الصيفية الخاصة في ت…