‫الرئيسية‬ غير مصنف دخول مسلم(ع) الكوفة واجتماع الناس حوله.
غير مصنف - 3 أغسطس، 2022

دخول مسلم(ع) الكوفة واجتماع الناس حوله.

☀️ *الحسين(ع) منارة الحق(٣)* ☀️

بسم الله الرحمن الرحيم

➖ ◽ *دخول مسلم(ع) الكوفة واجتماع الناس حوله..*

➖ “فأقبل مسلم رحمة اللّه حتى أتى الى المدينة فصلى في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و ودع من أحب من أهله، و استأجر دليلين من قيس. ثم أقبل حتى دخل الكوفة فنزل في دار المختار بن ابي عبيدة الثقفي، و قيل في‌ غيرها، و أقبلت الشيعة تختلف اليه، فكلما اجتمع اليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليه السّلام و هم يبكون، و بايعه الناس حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا، و في رواية اثنا عشر ألفا”.

➖ ◽ *كتاب مسلم إلى الحسين(ع)*

➖ ” فكتب مسلم الى الحسين عليه السّلام كتابا يقول فيه: *«أما بعد فان الرائد لا يكذب أهله، و ان جميع أهل الكوفة معك، و قد بايعني منهم ثمانية عشر ألفا – و في رواية اثنا عشر الفا- فعجل الاقبال حين تقرأ كتابي هذا و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته»*. [رَائِدُ قَوْمِهِ : مَنْ يَتَقَدَّمُ قَوْمَهُ وَيُنِيرُ لَهُمُ الطَّرِيقَ/ الرَّائِدُ لاَ يَكْذِبُ أَهْلَهُ] و أرسل الكتاب مع عابس بن شبيب الشاكري و قيس بن مسهر الصيداوي”.

➖◽ *انكشاف مقر مسلم(ع)*

➖ “و جعلت الشيعة تختلف الى مسلم حتى علم بمكانه، فبلغ النعمان بن بشير ذلك و كان واليا على الكوفة من قبل معاوية. فكتب عبد اللّه بن مسلم إلى يزيد يخبره بقدوم مسلم بن عقيل الكوفة و مبايعة الناس له، و يقول: *(إن كان لك في الكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك و يعمل مثل عملك في عدوك، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعف)*.

قال سرحون ليزيد: *(لو نشر لك معاوية ما كنت آخذا برأيه؟ قال: بلى، قال: هذا عهده لعبيد اللّه على الكوفة، فضم يزيد البصرة و الكوفة الى عبيد اللّه)* “.

➖ ◽ *نموذج يوضح سبب عدم التحاق الكثير من الشيعة بالإمام(عليه السلام)، دون أن يخفى عليك أنّ المدة بين خروج الإمام(ع) من مكة واستشهاده لم تكن بالطويلة بالنظر إلى ذلك الوقت – قرابة ٢٤ يوما- مع اعتراض جيش ابن زياد له في أثناء الطريق، كلاهما منعا من التحاق الكثير بركب الحسين عليه السلام.*

➖ “و كان الحسين عليه السّلام قد كتب الى جماعة من أشراف البصرة كتابا مع ذراع السدوسي، و قيل مع مولى للحسين عليه السّلام اسمه سليمان و يكنى أبا رزين، منهم الأحنف بن قيس، و يزيد بن مسعود النهشلي، و المنذر بن الجارود العبدي يقول فيه: *«إني أدعوكم الى اللّه و إلى نبيه، فإن السنة قد اميتت، و إن البدعة قد أحييت، فإن تجيبوا دعوتي و تطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد»*. ثم كتب الى الحسين عليه السّلام: *(بسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد.. فقد وصل إليّ كتابك و فهمت ما ندبتني اليه و دعوتني له، من الأخذ بحظي من طاعتك و الفوز بنصيبي من نصرتك، و إن اللّه لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أو دليل على سبيل نجاة، و أنتم حجة اللّه على خلقه و وديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها و أنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذللت لك أعناق بني تميم، و تركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الظمآء لورود الماء يوم خمسها، و قد ذللت لك رقاب بني سعد و غسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حين استهل برقها فلمع).* فلما قرأ الحسين عليه السّلام الكتاب قال: «مالك آمنك اللّه يوم الخوف و أعزك و أرواك يوم العطش الأكبر». فلما تجهز المشار اليه للخروج الى الحسين عليه السّلام بلغه قتله قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه”.

➖ ◽ *خروج ابن زياد من البصرة إلى الكوفة، وانخداع الناس به، حتى ظنوه الإمام(ع)، والملاحظ سهولة خديعتهم في هذه المواقف الحساسة، مع ظهور التخاذل عند اشتداد الأزمة، حيث ركنوا إلى إشاعة جيش الشام*

➖ ” و خرج من البصرة و استخلف عليها أخاه عثمان، و أقبل الى الكوفة و معه مسلم بن عمرو الباهلي رسول يزيد، و شريك‌ ابن الأعور الحارثي، و قيل: كان معه خمسمائة فتأخروا عنه رجاء أن يقف عليهم و يسبقه الحسين عليه السّلام الى الكوفة، فلم يقف على أحد منهم. و سار فلما أشرف على الكوفة نزل حتى أمسى و دخلها ليلا مما يلي النجف، و عليه عمامة سوداء و هو متلثم، قال بعضهم: إنه دخلها من جهة البادية في زي أهل الحجاز ليوهم الناس انه الحسين عليه السّلام، و الناس قد بلغهم اقبال الحسين عليه السّلام فهم ينتظرونه، فظنوا حين رأوا عبيد اللّه انه الحسين عليه السّلام.

فقالت امرأة: اللّه أكبر ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فتصايح الناس، و قالوا: أنا معك أكثر من أربعين ألفا، و أخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه، و قالوا: مرحبا بك بك يا ابن رسول اللّه قدمت خير مقدم، فرأى من تباشرهم بالحسين عليه السّلام ما ساءه، و ازدحموا عليه حتى أخذوا بذنب دابته، فحسر اللثام، و قال: انا عبيد اللّه، فتساقط القوم و وطأ بعضهم بعضا. و في رواية ان عبد اللّه بن مسلم قال لهم لما كثروا: تأخروا هذا الأمير عبيد اللّه بن زياد. و سار حتى وافى القصر بالليل و معه جماعة قد التفوا به لا يشكون انه الحسين عليه السّلام، فأغلق النعمان بن بشير عليه و على خاصته، فناداه بعض من كان مع ابن زياد ليفتح لهم الباب، فاطلع عليه النعمان و هو يظنه الحسين عليه السّلام، فقال: أنشدك اللّه الا تنحيت، و اللّه ما أنا بمسلم إليك أمانتي و مالي في قتالك من ارب، فجعل لا يكلمه. ثم انه دنى، فتدلى النعمان من شرف القصر فجعل يكلمه، فقال ابن زياد: افتح لا فتحت فقد طال ليلك، و سمعها إنسان من خلفه، فنكص الى القوم الذين اتبعوه من أهل الكوفة على انه الحسين، فقال: يا قوم ابن مرجانه و الذي لا إله غيره، ففتح له النعمان فدخل، و ضربوا الباب في وجوه الناس و انفضوا”.

يتبع..

📚المصدر: لواعج الأشجان (بتصرف) السّيِّد محسن الأمين العاملي (قُدِّس سرُّه).وقد ضمنت فيه بعض العناوين والتعليقات.

أبو حسين العاملي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إفتتاح الدورة الصيفية في مركز النبي محمد الثقافي صل الله عليه وآله .

تم اليوم في #مركز_النبي_محمد_الثقافي صل الله عليه وآله البدء في الدورة الصيفية الخاصة في ت…